الِب

سو رولا ورای

رفك عبر ارس النهري رہ الل ال رورت

س 4 2 ا ٤ ٤‏ 7 ۷ 0222000111 فمَاعَلْقَالشَافِعي القؤل به

إرح) سعيد بن عبدالقادر سالم باشتفره 4377 ١ه‏ | فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء التشر | باشنفر» سعيد بن عبدالقادر سا النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر سعيد بن عبدالقادر سالم باشئفر ‏ جد ۲۳٤۱ھ‏ ۰ص اسم ردمك: ° 1 £ _ 4471۰ ١‏ - الفقه الشافعي ١‏ العنوان ديوي ١1/1 Y eA‏ رقم الإبداع: ١٤۲۳/١۵١۸‏ ردمك: ۵ ۔ ۳۹۲ ے ۳ع _

۹41

کے ا a‏

33

بع ُفوظة الا ةالول ٤ك‏ م

الكتب والدراسات التي تصدرها الدار تعبر عن آراء وا جتهادات أصحايها

دار أبن حزم للفلنجاعة والنشتر التو بيع

سوروت - ليتنان ۔ صرت ۶٤/1۳11:‏

- فتلقوین : ۷.1۹۷4

رفير کب را رس النصجري الہ الث الروری

اة الي لمرد عبرال اجن

27 تایب - سو رب ورف ور سال ر

٠‏ ذاراين حزم

کہ رر

رد رب شما ميى مور ہس عاش رين لر فير دی تا ردد کیج ےی اما ہیر ختر را ت ھر ١١‏ لکت ب الوا سے ا کو ہوم م انظ ری ری ترد ہک کیہ الي قرا جس یرلا سا بو رم کی ہے سكمير الک د ر ديرن سا لرا سك ة الام الا فى

عو ا

ن روا ستو انلم وای اتا عو یا تما یم علركلك اک الى رف

7" عل !شوو ل ع يرا حك رمد يوذ عله المؤلن

تده ل اليو ريك و تکل ےلو ٢ا‏ يما حوبي ی لخلا خپ داکراد الأحة ونا هر مني برل عل ال ا کہا ها دجاقاد رع رھ لر د رز ر ۸ لٹا عو ودف رصا ق ل و ! ديم ١ار‏ ىل | يعم بطر وش اوورها ر ار تھی ج01 الراحجسن ازارو ا بم کے سعیہ عونا تاب وغو مر | الرسائؤمرا لات امشو ال معا حديعيث ٹر ما شتا رصب لیل صو انرک ر ام

ل ی ALS‏ عم ا SS‏

تقديم فضيلة الشيخ عبداله بن عبدالرحئن الجبرين

ب را رس (لنجري سنہ الي للغرو وق

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين أما بعد:

فقد قرأت هذا الكتاب الراسع الموسوم ب«النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخير» وقد أحسن المؤلف الشيخ أبو حمزة سعيد بن عبدالقادر بن سالم باشنفر واستوفى الكلام أولا على ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى» ثم على تلك المسائل التي توقف الشافعي فيهاء وعلق القول بها على ثبوت الحديث الوارد في ذلك» وقد أورد المزلف تلك الأحاديث وتكلم عليها بإيضاح وبين ما صح منها ثم تكلم على الخلاف فيهاء وأقوال الأئمة» وذكر الخلاصة فيما يدل عليه النص يذلك» وقد أجاد وأفاد وحصل على المرادء وخدم الإمام الشافعى ونصر ما قاله وأثبت الأدلة الصحيحة بطرقها وشواهدهاء فاتضح بذلك القول الصحيح أو الضعيف» فجزاه الله أحسن الجزاءء وأثابه على سعيه في هذا الكتاب وغيره من الرسائل والمؤلفات الكثيرة التي جمعها وبين فيها ما اختاره بالدليل. وصلى الله على محمد وآله وصحيه وسلم.

4 A4 عبدالله بن عب الرصلن الجبرين‎

إلى والدي العزيز رحمه الله وإلى والدتي العزيزة حفظها الله وإلى زوجتي الغالية

وإلى ولدي الحبيب حمزة

حقظهما الله

ب ررس التجري تہ الى الف رور

الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون.

على مؤدي ما مضى نعمه بأدائها نعمة حادثة يجب عليه شكره بها.

ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته الذي هو كما وصف نفسه وفوق ما يصفه به خلقه.

أحمده حمداً كما ينبي لکرم وجهه وعر جلاله . وأستعينه استعانة من لا حول ولا قوة إلا به. وأستهديه بهداه الذي له يضل من أنعم به عليه.

وأستغفره لما أزلفت وأخرت استغفار من يقر يعبوديته ويعلم أنه لا يغفر ذنبه ولا ينجيه منه إلا هو.

وأشهد أن لا إله .إلا أللّه وحده لو شريك لف وأن محمداً عبده )0 ورسوله '.

أما بعد:

(1) بهذه المقدمة العظيمة ابتدأ الإمام الشافعي رحمه الله كتابه (الرسالة) .

a>‏ النظر فيما علق الشافمي القول به على صحة الخبر

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل» وخير الهدي هدي نبينا محمد ية وشر الأمور محدثاتهاء وكل محدثة بدعة» وكل بدعة ضلالة» وكل ضلالة في النار.

فقد فضل الله تعالى العلم والعلماء فقال جل من قائل منوهاً بشأن العلماء طسَهِدَ اله آم ا يله إلا هو وَالمكيكَة وارلا اليثر كما پالوس إل إلا هر اليد الب 429 آل عمران: 15].

وقال تعالى: ظيَرْيج آله الي اموأ يك ولي اوا درحتٍ» [المجادلة: .]١١‏

وإن من هؤلاء العلماء الربانيين الذين شرفهم الله بالعلم ورفع قدرهم وأعلى ذكرهم الإمام المطلبي أبو عبدالله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه حيث من الله عليه لما علم من حسن نيتهء وسلامة طويتهء فجعله مِن أئمة الهدى المتبوعين الذين ارتضت الأمة مذهبهم وسلّمت القيادة لهم ثقة منهم بعلمهم وعقلهم وفهمهم وحسن مقصدهم.

رزقه الله قوة في الفهمء وصفاء في الذهن. وكمالاً في العقل» جلد الله به دینه» وحفظ به شريعته» فأصّل الأصول» وتعّد القواعد» وتصر الحديث وأهلهء وما زال الناس يستفيدون من علمه. ويحتجون بقوله إلى يومنا هذا.

وقد امتاز مذهب الإمام الشافعي رحمه الله بكثرة أتباعه» وانتشارهم في سائر أقطار أهل الإسلام» وتحصل لهذا المذهب من المؤلفين في شتى أنواع العلوم ما لم يحصل لغيره» وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

وقد شرح الله صدري بعد أن ترددت كثيراً ‏ وذلك لقلة بضاعتي ولأني لست من أهل هذا الشأن ‏ في أن أخدم مذهب هذا الإمام العظيم بأن أجمع الأحكام التي علق الإمام الشافعي رحمه الله القول بها على صحة الحديث الوارد فيهاء وكان الافع إلى هذا أني قد وجدت الخافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه العظيم فتح الباري قد أشار في مواضع عدة منه إلى أنه جمع المواضع التي علق الشائّعي القول بها على صحة الحديث وأسماه

GB المقدمة‎

(المنحة فيما علق الشافعي القول به على الصحة) (انظر الفتح 1/4» ه/ة).

الإسلام ابن حجر) (5917/9) تحت رقم (١81؟)‏ من مؤلفات الحافظ البالغ عددها (۲۷۳).

فجهدت على أن أجد مخطوطة هذا الكتاب فما وقفت من ذلك على خبر» فاستعنت بالله في جمع ما علّق الشافعي القول به به على صحة الحديث مص کتابه (الأم)ء ومن كتب الحافظ البيهقي (السنن الكبرى والصغرى)» (ومعرفة السئن والآثار) فکان ما تم لي جمعه من هذه المسائل ائنان وخمسون مسألة» فضمنتها كتابي هذاء وأسميته (النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر) .

والحق أن الحافظ البيهقي هر أول من اهتم بذكر تعاليق الشافعي هذه فذكرها في كتبه في المواضع والأبواب التي تلحق بهاء وعلّق على كثير منهاء وهتاك مسائل تفرد البيهقي بذكر تعليق الشافعي القول بها وهي من القول القديم للشافعي.

رفي هذا البحث أيضاً مسائل تفرّد الخطابي بذكرهاء ولم أجد ذكرها عند غيره.

وأيضاً هناك مسائل نص الشافعي في (الأم) بتعليق القول فيها ولم أجد . من ذكرها من فقهاء الشافعية» حتى إن البيهقي يذكر كلام الإمام الشافعي بنصه من الأم وينتهي قبل ذكر تعليق الإمام عليها.

وسأذكر هذا كله في خاتمة البحث مع ذكر هذه المسائل”" .

وكان أن جعلت الكتاب قسمين.

)١(‏ وفي أثناء بحشي وقفت ٠‏ على بضع عشرة ة مسألة استخار الشافعي فيهاء أسأل الله أن

a>‏ النظر فيما علق الشافعي الفول به على صحة الخبر

القسم الأول: جعلته ترجمة موجرة عن الإمام الشافعى رحمه الله تكلمت فيه عن حياته الشخصية والعلمية» وهذا باب واسع وقد أفرد له كثير من العلماء كتباً خاصة عنه» وقد اكتفيت بذكر صور من حياة هذا الإمام الجليل» هذا فى الفصل الأول.

وفي الفصل الثاني : جعلته خاصاً ببيان أصول مذهب الشافعي» وبينت فيه أن الشافعي رحمه الله في مذهبه القديم والجديد يحتج بقول الصحابي خلافاً لمن زعم أن الشافعي في مذهبه القديم يحتج بقول الصحابي أمَا في الجديد فلم يأخذ به.

القسم الثاني : موضوع كتابنا هذاء وقد رتبته كالتالي:

أولاً: أذكر نص تعليق الإمام الشافعى من كتابه (الأم) إن وجداء

إذا ذكر البيهقي نفس العبارة أشرت إليهاء وإن ذكره بعبارة مماثلة أو مختلفة ذكرتها.

وقد اكتفيت بذلك عن ذكر عبارة كل من ذكر ذلك إلا أني قد أذكر أثناء البحث نص ما ذكره بعض الأئمة كابن المنذرء وابن عبدالبر» والماوردي» والنووي› وابن حجر؛ من تعليق الإمام القول في هذه المسألة .

ثانياً: أذكر سبب تعليق الشافعي رحمه الله القول في المسائل من قوله إن نص عليه أو من قول البيهقي وغيره من العلماء» فإن لم أجد ذلك من قولهم وتبين لي السبب ذكرته ‏ وهذا قليل - .

ثالفاً: أذكر الحديث أو الأثر الذي علق الشافعي القول به وذلك على النحو التالى :

١‏ - إذا ذكر الشافعى نص الحديث أو الأثرء ذكرت ما وقفت عليه من طرقه وبينت صحة الحديث أو ضعفه من أقوال أهل العلم وإذا اختلف أهل العلم في الحديث ذكرت من “صححه ومن ضعفه» ومن احتجح به ومن لم يحت به ثم أذكر نصوص الققهاء في هذه المسالة.

؟ ‏ هناك مائل لم يذكر الشافعي فيها حديثاً ولا أثراء وإنما يذكر

المقدمة

قوله في المسألة ثم يقول: إلا أن يكون هناك حديث فليتبع» فأذكر ما في هذه المسألة من أحاديث» وأبيّن حالها.

وهناك مسائل ذكر البيهقي رحمه الله أن الشافعي علق عليها في القديم الشافعى القول فيه فأذكر الأحاديث الواردة فى هذا الباب وأبينها .

رابعاً: أذكر أقوال الفقهاء في هذه المسألة وأكتفي في الغالب بما جاء فی الحاري الكبير» والمجموع» والمغني.

خامساً: رتبت هذه المسائل على الأبواب الفقهية» واخترت عنواناً مئاسباً لكل مسألة .

وفي ختام هذه المقدمة أحمد الله وأشكره بيجميع المحامد الذي حمد بها نفسه وحمده بها أنبياؤه وأولياؤه وأصفياؤه وملائكته وحملة عرشه وجميع خلقه. لا أحصى ثناءٌ عليه على ما أنعم علي به ووفقني» وأسأله المزيد من فضله وإحسانه.

وقد بذلت جهدي مع قلة بضاعتي في تصنيف هذا الكتاب فإن أصبت فبحمد الله ومَنّه وتوفيقه» وإن أخطأت. فمتى ومن الشيطان وأستغفر الله تعالى وحسبى أنى ما تعمدت خطأء ولا قصدت هوی» ورحم الله امراً أهدى إلىّ عيبي ۰ وبصّرني بخطئيء ربنا تقبّل متا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم» واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين» وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين» والحمد لله رب العالمين .

كنبه أبو حمزة سعيد بن عبدالقادر بن سالم باشنقر جدة

alshanfarey © hotmail.com

رقع عبر اص (لنجري (رکنہ الل (امغرووسض

القسم الأول ويحتوي على فصلين

الفصل الأول: ترجمة موجزة للإمام الشافعي. الفصل الثاني: أصول مذهب الشافعي .

الفصل اذرل

ترجمة موجزة للإمام الشافعي رحمه الله

وفيه المباحث التالية: المبحث الأول : أسمة ونسبه .

المبحث الثاني : مولده ونشأته وبشارة المصطفى عة به . المبحث الثالث: رحلاته في طلب العلم. المبحث الرابع : وفاته .

المبحث الخامس : تلاميذه بمصر. المبحث السادس : شيو نه .

المبحث السايع : عبادته وورعه. المبحث الثامن: كتبه.

المبحث التاسع : ثناء العلماء عليه . المبحث العاشر: تعلق الشافعي بالسنة واكتفاءه بها.

3

المبحث الأرل انمه رنه ED‏

المبتٌ الذرك: اسمه رنسبه 1

السائب» بن عبيدء بن عبد يزيدء بن هاشم» بن المطلب بن عبد مناف» بن فصي اين كلاب بن مر بن کم بن لض بن 0 بن مضر بن نزار بن معد ابن عدنان» ین عم رسول اه ل مع النبي ية في عبد مناف الجدّ الثالث للنبي يو .

قال النووي رحمه الله : الشافعي رضي الله عنه قرشي مطلبي بإجماع أهل النقل من جميع الطوائف وأمه أزدية77)

قال الخطيب البغدادي في تاريخه: شافع بن السائب الذي ينسب الشافعي إليه قد لقي النبي َيه وهو مت رعرع ٠‏ وأسلم أبوه السائب يوم بدر» فإنه كان صاحب راية بني هاشم فأسر وفدا نفسه ثم أسلم» فقيل له لم لم

وقال بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشافعى أنه شقيق

)١(‏ انظر ترجمة الإمام الشافعي: تاريخ بغداد (؟/54)» تاريخ دمشى (۲۹۷/9۱)» حلية الأولياء (1۷/۹)ء مناقب الشافعي لابن الأثير» سير أعلام النبلاء »)0/٠١(‏ تاريخ الإسلام c(4)‏ مثاقب الشافعي للبيهقي» الانتقاء لابن عبدالسر ه11 87 ). مناقب الشافعي لابن كثير» البداية والتهاية (١581/1؟ ‏ 584),

(؟) تهذيب الأسماء واللغات .)٤٤/١(‏

7 النظر فيما على الشافعي القول به على صحة الخبر رسول الله في نسبه وشريكه في حسبه لم تنل رسول الله ية طهارة في مولدهء وفضيلة في آبائه» إلا وهو قسيمه فيها إلى أن افترقا من عبد مناف» فزوج المطلب ابنه هاشماً الشّفا بنت هاشم ابن عبد مناف» فولدت له عبد يزيد جد الشانعي. فالشافعي ابن عم رسول الله ية وابن عمته» لأن المطلب عم رسول الله بء والشّفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبدالمظلب عمة (Diz +‏ رسول الله ڪا .

EE

[آذآذلللللسة ع (۱) تاريخ بغداد (07/5)» ونقله عنه ابن عساكر في تاريخ دمشق )۴۷٤/۵۱(‏

المبحث الثاني : مولده ونشأته CD‏

اتفق المؤرخون على أن الشافعي ولد سنة خمسين ومائةء وهو العام الذي توفي فيه الإمام أبو حنيفة رضي الله عنهم أجمعين.

قال أبو عبدالله الحاكم: لا أعلم خلافاً بين أصحابه أنه ولد سنة خمسين ومائة فى السنة التى مات فيها أبو حنيفة رحمه الله .

قال الحافظ ابن حجر: وقد قيل إنه ولد في اليوم الذي مات فيه أبو حنيفة» وزيفوه وليس بواوء فقد أخرجه أبو الحسن محمد بن الحسين الأبري في مناقب الشائعي بسند جيد إلى الربيع بن سليمان قال: ولد الشافعي يوم مات أبو حنيفة» لكن هذا اللفظ يقبل التأويل فإنهم يطلقون اليوم ويريدون مطلق الزمان7 . مكان ولادته:

أشهر الروايات وأصحها أنه ولد بغزة؛ وقيل بعسقلان وقيل باليمن.

وذكر البيهقي هذه الأقوال وقال: والأول أصح ‏ أي مولده بغزة - ثم قال: ويحتمل أن يكون أراد موضعاً يسكنه بعض بطون اليمن في غرّة.

وقال الحافظ ابن حجر: إنه لا مخالفة بين الأقوال لأن عسقلان هى الأصل في قديم الزمانء وهي وغرّة متقاربتان» وعسقلان هي المدينة فحيث

)٠٥١ 49( توالى التأسيس‎ )١(

2 النظر قيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر قال الشافعي غرّة أراد القرية وحيث قال عسقلان أراد المدينة.

فالذي يجمع الأقرال أنه ولد بغرة عسقلان» ولما بلغ سنتين حولته أمه إلى الحجاز ودخلت به إلى قومها وهم من أهل اليمن لأنها كانت أزدية فنزلت عندهمء فلما بلغ عشراً خافت على نسبه الشريف أن ينسى ويضيع فحولته إلى مكة.

قال الحميدي : قال لي الشافعي: كنت يتيماً في حجر أمي ولم يكن معها ما تعطي المعلم» وكان المعلم قد رضي مني أن أخلفه إذا قام.

فلما ختمت القرآن دخلت المسجد وكنت أجالس العلماء وأحفظ الحديث أو المسألة» وكان منزلنا بمكة فى شعب الخيف فكنت أنظر إلى العظم يلوح فأكتب فيه الحديث أو المسألة وكانت لنا جرة قديمة فإذا امتلاً العظم طرحته فيها2.

وقال الشافعي: لم يكن لي مال فكنت أطلب العلم في الحداثةء أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور أكتب فيه" .

وعن يونس بن عبدالأعلى قال: قال لي الشافعي يا أبا موسى» أَنستٌ بالفقر حتى صرت لا أستوحش من“ .

وعن الربيع بن سليمان قال: قال عبدالله بن عبدالحكم للشافعي: إن عزمت أن تسكن البلد ‏ يعني مصر ‏ فليكن لك قوت سنة» ومجلس من السلطان تتعزز به.

فقال له الشافعي: يا أبا محمدء من لم تعزه التقوى فلا عر له» ولقد ولدت بغرّة» وربيت بالحجازء وما عندنا قوت ليلة» وما بتنا جياعا .

وعنه قال: سمعت الشافعي يقول: ما فرغت من الفقر قط ولقد مر

.۷۷ مناقب الشافعي لابن الأثير الجزري ص‎ )١( زفق تاريخ بغداد (؟/لاهة).‎

(۳) مناقب الشافعي للبيهقي .)01١/5(‏

(5) متاقب الشافعي للبيهقي .)١١١/5(‏

المبحث الثانى : مولده ونشأته

بي برهة من دهري آكل الرّخف وأشرب عليها الماء“ .

تسريه 4 فنشأ وقرأ القرآن وهو ابن سبع سنين » وحفظ المرطأ وهو ابن عشرء وأفتى وهو ابن خمس عشرة سنة» وقيل ابن ثماني عشرة سنة» أذن له من عشر سنين وقيل عشرين سنة فتعلم منهم لغات العرب وفصاحتهاء وسمع الحديث الكثير على جماعة من المشايخ والآئمة» وقرأ بنفسه الموطأ على مالك من حفظه فأعجيته قراءته وهمّته وأخذ منه علم الحجازيين بعد أخذه عن مسلم بن خالد الزنجي ١‏ وروى عنه خلق كثير وقرأ القرآن على إسماعيل بن قسطنطينء عن شبل» عن ابن كثيرء عن مجاهد. عن ابن عباس» عن آي بن كعب. عن رسول الله كا" .

بشارة المصطفى بيد به:

وذلك في حديث عالم قريش: وقد ورد من حديث عبدالله بن مسعود» ومن حديث أبي هريرة» ومن حديث علي بن أبي طالب» ومن حديث ابن عباس: ومن خديث عطاء بن أبي رباح.

١‏ حديث عبدالله بن مسعرد:

روى أبو داود الطيالسي» ثنا جعفر بن سليمان» عن النضر بن معبدء

عن الجارود» عن أبي الأحوص عن عبدالله - يعني ابن مسعود قال: قال رسول الله ل :

(۱) مناقب الشافعي للبيهني 01/۳ () البداية والنهاية .)٠١۲/۱۰(‏

3 النظر نيما علق الشافمي القول به على صحة الخبر

دلا تسوا قريشاً فإن عالمها يملا الأرض علماًء اللهم أذقت أولها عذاباً فأذق آخرها نوالا .

٣‏ - حديث ٠‏ أي هريرة: عوف» ثنا أبو اليمان حديث إسماعيل بن عياش» عن عبدالعزيز بن عبيدالله عن وهب بن كيسان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ب :

«اللهم اهد قريشاً فإن علم عالمها يملأ طباق الأرض»""

۴۳ _ حديث علي بن أبي طالب:

روى البيهقي في المناقب (74/1): وابن عبدالبر في الانتقاء (۳۷) من طريق عدي بن ا ۽ عن أبي بكر بن آي الجهمة. ۽ عن ايه عن ابن ١‏ الا زوا قريشاً واتتموا بهاء ولا تعلموا قريشاً وتعلموا منها فإن أمانة

الرجل من قريش تعدل أماتة أمينين» وإن علم عالم قريش يسع طباق ف الأرض»

)١(‏ ورواه أبو نعيم الحلية (98/5؟؛ 4/١٠)ء‏ والخطيب في تاريخ بغداد (9۸/۲)» وابن

أبي عاصم في السنة لسنة (1۳۷/۲ رقم cYorY‏ 521/5 رقم (Note‏ واين ن عساكر في تاریخ دمشق )۳۲0/9۱ (PTTL‏ والبيهقي قي المناتب (YY)‏ وفي معرفة المن والآثار 3622 ووقع عند ابن أبي عاصمء وابن عساكر (النضر بن حميد).

(؟) ورواه الخطيب في تاريخ بخداد (8/56ه). والبيهقي في المناقب (۲۷/۱) وابن عساكر في تاريخ دمشق (755/81): والرازي في مناقبه »)۱۳١(‏ وذكره ابن كثير في المناقب ونسبه إلى الحاكم» ورواه المزي في تهذيب الكمال (018): وذكره الحافظ في التأسيس )٤١(‏ وقال: في إسناده عبدالعزيز وهو ضعيف» ورواية إسماعيل عن غير الشاميين فيها ضعف.

(۳) ورواه الرازي في المناقب (١١٠)ء‏ وذكره الحافظ في التأسيس (۳) ونسبه إلى الآبري والحاكم وقال وفي رراية الآبري (رإن علم عالم قريش مبسوط على الأرض)ء وأخرج بعض هذا الحديث أبو بكر البزار في مسنده وأبو بكر بن أبي خيشمة في تاريخه من طريق عدي بن الفضل» > قال يزار لا نعلم لأبي بكر غيره» قلت (أي الحافظ) وهما مجهولان وفي عدي بن الفضل مقال.

المبحث الثاني : مولده ونشأنه ج ١ ١‏ ا قال ابن عبدالبر: قال الأصمعي: قريش الكتبة الحسبة ملح هذه الأمة» علم عالمها يملأ طباق الأرض» كأنه يعم الأرض فيكون طباقاً لها. قال أحمد بن زهير: كانوا يقولون إنهم يرونه الشافعي رحمه الله. انتهى . 85 حديث ابن عباس :

رواه أبو نعيم في الحلية (58/4) قال: حدثنا أبو معاوية» عن

«اللهم اهد قريشاً فإن علم العالم منهم يسع طباق الأرض» اللهم أذقت أولها نكألاً فأذق آخرها نوالا" .

حديث عطاء بن أبي رباح: قال ابن عبدالير في الانتقاء (ل/ا"9):

وذكر أبو جعفر العقيلي في (التاريخ الكبير) حدثنا عبدالله بن محمد قال: أخبرنا المزني» قال: نا سعيد بن أبي أيوب» قال: نا صالح بن رستم الدمشقي » عن عطاء بن أبي رباح ۰ أن رسول الله د قال :

)١(‏ ورواه البيهقي في المناقب (١/١۲)ء‏ وذكره الحافظ في التأسيس (44) وقال: رواه أبر يعلى في مسنده حدثنا إبراهيم بن سعيد ‏ هو الجوهري . ثنا أبر معاوية به» ثم قال: وهذا رجاله رجال الصحيح إلا إسماعيل ففيه مقال. وقد أخرج أحمد بعضه بسند جيد من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال البيهقى: إذا ضمت طرق هذا الحديث بعضها إلى بعض أفاد قوة وعرف أن للحديث أصلا . قلت: وهر كما قال لتعدد مخارجها وشهرتها في كتب من ذكرنا من المصنفين. انتهى كلام الحافظ . قلت: ويدل على ذلك استدلال الإمام أحمد وذلك فيما أخرجه اليهقي من طريق أبي بكر المروزي قال أحمد بن حنبل: إذا سئلت عن مسألة لا أعرف فيها خبراً قلت فيها بقول الشافعي لأنه إمام عالم من قريش» وقد روي عن النبي بت أنه قال: «عالم قريش يملا الأرض علماً؛.

2 النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر

«أكرموا قريشاً فإن عالمها يملأ الأرض علماً».

وهذا حديث مرسل وفيه مجاهيل .

قال عبدالملك بن محمد (أبو نعيم) في قوله «فإن عالمها يملا الأرض علماً. ويملاً طباق الأرض» علامة بيئة للتميز أن المراد بذلك رجل من علماء هذه الأمة من قريش قد ظهر علمه وانتشر في البلادء وكتبوا تأليفه كما تكتب المصاحف واستظهروا أقواله وهذه صفة لا نعلمها قد أحاطت إلا بالشافعي . . (إلى أن قال): وليس في كل بلد من بلاد المسلمين مدرس ومفت رمصنف يصنف على مذهب قرشي إلا على مذهبه فعلم أنه يعنيه لا غيره) وهر الذي شرح الأصول والفروع وازدادت على مر الأيام E‏

KS

(۱) تاريخ بغداد »)٥۹/۲(‏ ومناقب البيهقي (۲۹/۱)» تاريخ دمشق (۳۲۹/۹۱).

المبحث الثالث: رحلاته في طلب العلم a‏

بعد أن أت الشافعي حفظ القرآن الكريم والموطأء اهتم بالأدب والشعر واللغة» فخرج إلى البادية فلزم قبيلة هذيل وكانت أفصح العرب» وكانت منازلها فى أطراف مک :

أخرج الخطيب في تاريخه عن الشافعي أنه قال: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين» وحفظت الموطأ وأنا ابن عشر سنين.

وبسنده عن الشافعي أنه قال: أقمت فى بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتهاء وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين» قال الراوي عنه: حفظت أحدهما ونسيت الآخرء أحدهما (دَسَّامًاا”'» ثم أخذ بعد ذلك في طلب الفقه وسبب ذلك أنه كان يسير على دابة له فتمثل ببيت شعر فقيل له مثلك يذهب بمروثته في هذا؟ :أين أنت من الفقهء فهرّه ذلك فقصد مجلس مسلم ابن خالد الزنجي مفتي مكة فلازمه” .

)0 هذيل: من قبائل العرب الشهيرة كانت معروفة بالفصاحة» تنة تنقسم إلى قسمین شمالي وجنوبي» وتقع ديار هذيل الشمالي في أطراف مكة من ج جهة الشرق والجتورب» وبالأخص في أطراف مكة والطائف أما القسم الجنوبي فيدعى هذيل اليمني.

زفق تاريخ بغداد (/ ,)51١ 5١‏

(*) توالي التأسيس

TT‏ النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر

الكثير من الحديث وروأه و

وأذن له شيخه مسلم بن خالد الزنجي أن يفتي وهو دون العشرين

ثم بعد قصد الشافعي رحمه الله الإمام مالك ر بن أنس بالمدينة وهو ابن ثلاثة عشرة ة سن - كذا في أغلب الروايات؛ ورجح الذمبي أنه كان ابن فأعجب مالك بقراءته. وكلما تهيب الشافعى وأراد أن يقطع القراءة حنّه مالك على الاستزادة حتى أتم قراءة الموطأ في أيام يسيرة.

ولزم الشافعي مالكاً إلى أن توفي مالك سنة تسع وسبعين ومائة» ولم يكن لزومه مالكا متصلا بل الظاهر أنه كان يتردد في ذلك الوقت بين مكة والمدينة .

وبعد وفاة مالك عاد الشافعي إلى مكة جامعاً علم الحجاز.

إذ أنه سمع في مكة من سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد الزنجي وإبراهيم بن أبي يحيى ومالك ب بن أنس في المدية وغيرهم» كما قال مصعب الزبيري «فما ترك الشافعى شيئاً عند مالك بن نس إلا الأقل ولا عند شيخ من مشايخ المدينة إلا جمعه».

أن الشافعي أخذ كتب ابن جريج عن أربعة أنفس:

)١(‏ وفي هذه الرسالة في المسألة (الثامنة والعشرون) يذكر الشافعي كثرة سماعه سفيان بن عبينة .

(”! أي حوالي سنة ٠١۳‏ ويكرن مدة ملازمته مالكاً ستة عشر عاماً وإن قلنا بقول الذهبي تكون هذه المدة ست سنوات والراجح الأول أنه أتى مالكاً وهو ابن ١‏ سنة وبقي يتردد عليه ويلازمه إلى أن بلغ التاسعة والعشرين» ثم رحل إلى اليمنء وولي بعض العمل وحصلت له الفتنة فحمل إلى بغداد في القيود سنة ١44‏ وعمره أربع وثلاثرن سنة كما ذكر ابن كثير في تاريخهء والله أعلم.

المبحث الثالث رحلاته قي طلب العلم 3

عن مسلم ين خالد وسعيد بن سالم وهذان فقيهان» وعن عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد وكان أعلمهم بابن جريج» وعن عبدالله بن الحارث المخزومى وكان من الأثبات».

رحلته إلى اليمن:

بعد أن جمع الشافعي علم الحجاز تطلع إلى اليمن للنهل من علومها وكان بها علم الفراسة» وكان بقي من أصحاب ابن جريج هشام بن يوسف الصنعاني ومطرف بن مازن الصنعاني .

يقول الشافعي:

ثم قدم وال على اليمن» فكلمه بعض القرشيين أن أصحبه ولم يكن عند أمي ما تعطيني أتحمل به فرهنت داراً بستة عشر ديناراً وأعطتني فتحملت بها معه فلما قدمنا اليمن استعملنى على عمل فحمدت فيه فزاد فى عملى وقدم العمال”'2 مكة في رجب فأثنوا علي وطار لي بذلك ذكر فقدمت من اليمن فلقيت ابن أبى يحيى وقد كنت أجالسه فسلمت عليه فوبخنى وقال: تجالسوننا وتصنعون» فإذا شرع لأحدكم شيء دخل فيه أو نحو هذا الكلام» ثم لقيت نتشر عنك وما أديت كل الذي لله تعالى عليك ولا تعد.

قال: فجاءت موعظة سفيان إياي أبلغ مما صنع ابن أبي يحيى.

ثم قدمت بعد ذلك نجران وبها بنو الحارث وموالي ثقيف ركان الوالي إذا أتاهم صانعوه» فقدمتُ فأرادوني على نحو ذلك فلم يجدوا عندي» وتظلم عندي ناس كثير» فجمعتهم» وقلت: اجتمعوا على سبعة منكم رجال عدول» من عدلوه كان عدلاء ومن جرحوه کان مجروحاء فاجتمعرا على سبعة منهم» فجلستء وقلت للخصوم: تقدمواء وأجلست السبعة حولي» فإذا شهد شاهد التفت إلى السبعة» فقلت: ما تقولون في شهادته؟ فإن

)١(‏ هكذا في ال لنسخة ولعلها (العمار)

2-2 النظر فيما علّق الشافعي القول به على صحة الخبر عدّلوه كان عدلاًء وإن جرّحره قلت: زدني شهوداًء فلم أزل أفعل حتى أتيت على جميع من تظلم عندي. فلما صحّحت وضعت أحكم وأسجل» فنظروا إلى حكم حاد أو قال: جارء فقالوا: هذه الضياع التي تحكم علينا فيها ليست لناء إنما هي بأيدينا لمنصور بن المهدي» فقلت للكاتب: اكتب: أقر فلان بن فلان الذي وقع عليه حكمي في هذا الكتاب أن الضيعة التي حكمت عليه فيها ليست له إنما هي لمنصور بن المهدي» ومنصور بن المهدي قائم على حجته متى قام. قال: فخرجوا إلى مكة في أمري حتى رفعت إلى العراق.

محنته:

لما ارتفع شأن الشافعي وحمده الناس قال النووي (ثم ولي باليمن واشتهر من حسن سيرته وحمله الئاس على السنة والطرائق الجميلة أشياء كثيرة معروفة).

وكان في اليمن وال من قبل الخليفة الرشيد وكان ظلوماً غشوماً وكان كما قال الشافعى: وكنت ريما آخذ على يديه وأمنعه من الظلمء وكان باليمن تسعة من العلوية فكتب الوالي إلى الخليفة يقول: إن أناساً من العلوية تحركوا وإني أخاف أن يخرجواء وإن هلهنا رجلاً من ولد شافع المطلبي لا حاجة قبلنا ‏ يعني باليمن ‏ فاحذر محمد بن إدريس فإنه قد غلب على ما قبلي ولو أراد الخروج لم يبق أحد إلا تبه .

فكتب إليه هارون أن يحمل العلويين ومعهم الشافعي إليه» فحملوا إلى العراق مقيدين» فقتل الرشيد العلويين» وترك الشافعى بعد أن ظهرت له براءته .

وكان ذلك سنة 14854ه.

() انظر توالى التأسيس ص ۱۲۷» ومصادر ترجمته أول الباب

المبحث الثالث: رحلاته في طلب ١‏ ل را اي ا

قال الحافظ: والذي تحرر لنا بالطرق الصحيحة أن قدوم الشافعي نغداد أول ما قدم كان سنة أربع وثمانين.

الشافعي مع محمد بن الحسن:

كان محمد بن الحسن تلميذ الإمام أبي حنيفة رحمه الله جيد المنزلة عند هارون الرشيد فلزمه الشافعى بعد نجاته من هذه المحنة» وعرف أقاويلهم وكتب كتبه يقول الشافعي في ذلك:

حملت عن محمد بن الحسن حمل بختي'" ليس عليه إلا سماعي.

وروي عنه قوله: «أتفقت على كتب محمد بن الحسن ستين ديناراً ثم تدبرتها فوضعت إلى جنب كل مسألة حديئاً يعنى رداً عليه .

وكان الشافعي معظماً لمحمد بن الحسن فكان إذا قام من الحلقة ناظر تلاميله» فلما بلغ ذلك محمد بن الحسن طلب منه أن يناظره فقامت بينهما مناظرات عدة ظهرت فيها براعة الشافعي وحرصه على السنة فسمي ينغداد ناصر الحديث» وكانا مع ذلك كل منهما معظما للآخرء فقد أخرج الابري بسنده عن أبى حسان الحسن بن عثمان الزيادي قال:

الشافعى قد جاء فثنى رجله ونزل وقال لغلامه: اذهب فاعتذرء فقال

الشافعى: لنا وقت غير هذاء قال: لا وأخذ بيده فدخلا الدار. قال أبنو حسان: فاختار مجالسة الشافعى على مرتبته فى الدار يعنى دار الخلافة .

)١(‏ البختي: نوع من الإبل.

(؟) وسبب ذلك أن أهلُ الحديث اجتمعوا وطلبوا منه أن يرد على أهل العراق» فقال لهم لا أعرف قولهم ولا يمكنني حتى أنظر في کتبهم» فأمرت فكتبت لي كتب محمد بن الحسن فنظرت فيها سنة فحفظتها ثم وضعت عليهم الكتاب البغدادي يعني : (الحجة).

2 النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر

وقال محمد بن إسحاق الصنعاني: سألت يحيى بن أكثم عن الشافميٍ فقال: «كنا عند محمد بن الحسن في المناظرة كثيراً فكان الشافعي رجلا قرشي العفل والفهم رالذهن» صافي العقل والفهم والدماغء سريع الإصابة - أو كلمة نحوها ‏ لو كان أكثر سماعاً للحديث لاستغنت أمة محمد عن غيره من الفقهاء) .

مدة إقامته في العراق:

لم يذكر المؤرخون كم لبث الشافعي في بغداد هذه المرة وهي المرة الأولى» ويظهر أن إقامته كانت طويلة يدل عليها قوله: (أنه نظر في كتب محمد بن لحن ست 0 وكان دخل كما أسلفنا في سنة ٤۸١ه‏ والأرجح أنه بقي فيها إلى وفاة محمد بن الحسن سنة 89١اه‏ أو قبلها بقليل» وال أعلم .

عودته إلى مكة:

عاد الشافعنى إلى مكة بعد أن عاين الموت فى تلك المحنة التي أنجاه الله منها بلطفه وكرمه» عاد ومعه حمل بعير» من علم أهل العراق وعليه سماعه من فقيه العراق يومئذ محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة فاجتمع له بذلك علم الحجاز وأكثره منن وآثار التي نالها في مكة والمدينة» وعلم أهل الرأي أصحاب الشأن في الفقه والقياس» فكان كما قال أبو الوليد بن أبي الجارود: «فاجتمع له عام أهل الرأي وعلم أهل الحديث فتصرف فى ذلك حتى أصَّل الأصول» وقعّد القواعدء وأذعن له الموافق والمخالف» واشتهر أمره وعلا ذكره» وارتفع قدره حتى صار منه ما صار».

فكان للشافعي حلقة عظيمة في المسجد الحرام اجتذبت إليها الكثير من طلبة العلم لأنهم وجدوا فيها ما لم يجدوه في غيرهاء ولما كان لصاحبها من سعة اطلاع ومعرفة بفنون العلوم من حديث وفقه وأصوله مستمدة من الكتاب والسنة ما هم يسمع به من قبل؛ ومن أشهر من سمع منة هذه المرة الإمام أحمد بن حتبل الذي وفد حاجا ودخل المسجد الحرام

المبحث الثالث: رحلانه قي طلب العلم CD‏ للالتقاء بعلمائه» ومن أشهرهم سفيان بن عيينة شيخ الشافعي . حنبل فنزلت في مكان واحد معه» فخرج باكراً فخرجت معه فدرت المسجد فلم أره في مجلس ابن عيينة ولا غيره» حتى وجدته جالسا مع أعرابي فقلت: يا أبا عبدالله تركت ابن عيينة وجكت إلى هذا؟

فقال لى: اسكتء إنك إن فاتك حديث بعلو وجدته بنزول» وإن فاتك عقل هذا أخاف أن لا تجده. ما رأيت أحداً أفقه فى كتاب الله من هذا الفتى.

قلت: من هذا؟ قال: محمد بن إدريس الشافعى .

وقال إسحاق بن راهويه: لقيني أحمد بن حنبل بمكة فقال: تعال حتى أريك رجلا لم تر عيناك مثله.

قال: فجاء تأقامني على الشافعي”” . إلى سنة ١۹٠ه‏ ثم غادرها إلى العراق .

رحلته الثانية إلى العراق:

سئة ۹۵١ه‏ قدم الإمام الشافعى رحمه الله بغداد للمرة الثانية فى حياته » إلا أنه دخلها هذه المرة بطوعه واختياره» وله فيها محبون وقد سبقه إلى العراق هذه المرة شهرة وذكر يثهما علماء بغداد ومحدثوها كأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهویه وعبدالرحمن بن مهدي .

يقول الحسن بن محمد الزعفرانيى: كنا نحضر مجلس بشر المريسي› فكنا لا نقدر على مناظرته» فمشينا إلى أحمد بن حتبل فقلنا له: إئذن لنا

613 النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر في أن نحفظ الجامع الصغير الذي لأبي حنيفة لنخوض معهم إذا خاضوا. فقال: اصبروا فالآن يقدم عليكم المطلبي الذي رأيته بمكة.

قال: فقدم علينا الشافعي فمشوا إليه وسألناه شيثاً من كتبه فأعطانا فلما رآني قال: ما جاء بك يا صاحب الحديث» قلت: ذرني من هذاء أيش الدليل على إبطال اليمين مع الشاهد»ء فناظرته فقطعته» فقال: ليس هذا من كيسكم" هذا من كلام رجل رأيته بمكة معه نصف عمقل أهل الدنيا 9" ,

ولقد نزل الشافعي على أبي حسان الزيادي .

ويقال أنه نزل على الزعفراني وكان آديباً موسراً متصلاً بالسلطان" .

وعقد الشافعي حلقته في الجامع الغربي وفيه تعقد حلقات العلم فانتفع به علماء بغداد أيما انتفاع وتبعه كثير من طلاب العلم وأقبلوا على ما عنده وتركوا ما عندهم؛ روى البيهقي بسنده عن أبي ثور قال: «لما ورد الشافعي رضي الله عنه العراق جاءني حسين الكرابيسي وكان يختلف معي إلى أصحاب الرأي فقال: قد ورد رجل من أصحاب الحديث يتفقه فقم بنا نسخر منه.

فقام وذهينا حتى دخلنا عليه فسأله الحسين عن مسألة فلم يزل الشافعي يقول: قال الله عز وجلء وقال رسول الله ييه حتى أظلم علينا البيت فتركنا بدعتنا واتبعناه) .

حلقة

() أي من فطنتكم . () معجم الأدباء .)۳١٤/۱۷(‏ (۳) توالي التأسيس (۱۳۳).

المبحث الثالث: رحلاته في طلب العلم 2 لأصحاب الرأي» فلما كان يوم الجمعة لم يثبت منها إلا ثلاث حلق أو أربع)” .

وروى الخطيب في تاريخه بسنده عن أبى الفضل الزجاج يقول: ١‏ قدم الشافعي إلى بغداد وكان في الجامع إما نيف وأربعون حلقة أو خمسون | حلقة» فلما دخل. بغداد ما زال يقعد في حلقة حلقة ويقول لهم قال الله | وقال رسول الله يي وهم يقولون قال أصحابنا حتى ما بقي في المسجد | حلقة غيرها .

أما أحمد بن حنبل فقد أثنى على الشافعي وعلمه واعترف بفضله على | المحديثن والفقهاء عامة .

قال: دم عاينا تمي بن ماد وحثنا على طلب الستدء فلما قدم عابنا الشافعي وضعنا على المحجة البيضاء. 0 أصحاب الحديث , يعرفون ؛ معاني حديث رسول له كل حي تد الشافعي فبينها لهم .

وقال أبو القاسم بن منيع سمعيت أحمد بن حنبل يقول: «كان الفقه قفلاً على أهله حتى فتحه الله بالشافعي» ©

يقول: دكات الفقهاء أطباء والمحدثون صيادلة فجاء محمد بن ن إدريس الشافعي طبيباً صيدلانياً ما مقلت العيون مثله أبدا»" .

.)59/1١( 'تهذيب الأسماء واللغات‎ :)57١/1( مناقب البيهقى‎ )١( .)۳٤۳/۵۱( (؟) تاريخ بغداد (59/5)» وتاريخ دمشق‎

(۳) حلية الأرلياء »)٠١1/4(‏ تاريخ دمشق (١ه/ه؛”).‏

(5) تاريخ دمشق (07140/01.

ره تاريخ دمشق (1ه/14 097

(5) تاریخ دمشق (1ه/4*”).

TE‏ النظر فيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر

جاء في ترتيب المدارك للقاضي عياض قال أحمد بن حنبل: «ما زلنا نلعن أهل الرأي ويلعنوننا حتى جاء الشافعي فمزج بيننا.

قال القاضي عياض: «يريد أنه تمسك بصحيح الآثار واستعملها ثم أراهم أن من الرأي ما يحتاج إليه وتبنى أحكام الشرع عليه وأنه قياس على أصولها ومنتزع منها وأراهم كيفية إنتزاعها والتعلق بعللها وتتبيهاتها.

وعلم أصحاب الرأي أنه لا فرع إلا بعد أصل وأنه لا غنى عن تقديم السنن وصحيح الآثار»“ ,

ولو مضينا ننقل ثناء أهل العلم على الشافعي واعترافهم بفضله لطال يوماً فبلسان الشافعي - يعني لما وضع کتبھ ۲ .

وهكذا بقي الشافعي في العراق يعلم الناس الحديث والفقه وأصول الفقه وألف فيها الكتب وكان مما ألفه كتاب (الرسالة) إجابة إلى طلب حافظ العراق ومحدثه عبدالرحملن بن مهدي أن يضع له كتاباً في معاني القرآن زيجمع مقبول الأخبار فيه وحجة الإجماع ؛ وبيان الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة» فوضع له كتاب (الرسالة).

يقول علي بن المديني: (قلت لمحمد بن إدريس الشافعي: أجب عبدالرحملن بن مهدي عن كتابه فقد كتب إليك يسألك وهو متشوق إلى جوابك» قال: فأجابه الشافعي وهو كتاب (الرسالة) التي كتبت عنه بالعراق وإنما هي رسالته إلى عبدالرحملن بن مهدي)”” .

وسبب هذا الطلب ذكره ابنه موسى بن عبدالرحملن بن مهدي قال: «كان أني احتجم بالبصرة فصلى ولم يحدث وضوءاً فعابوه بالبصرة وأنكروا () ترتيب المدارك (ثرلق /1م1).

)۲( تاريخ دمشق .)۳۲۸/۵١(‏ (۳) الانتقاء (۱۲۳).

المبحث الثالث: رحلاته في طلب العلم ش حى عليهء وكان سبب كتابه إلى الشافعي بذلك» فوجه بالرسالة إلى أبي)"" .

وقد حمل الرسالة من الشافعي من بغداد إلى عبدالر حمئن بن مهدي بالبصرة الحارث بن سريج النقالء وإنما قيل له النقال لأنه حمل رسالة الشافعي إلى ابن مهدي) .

رحلته الثالثة إلى العراق:

ذكرنا أن الشافعى لبث فى رحلته الثانية ببغداد سنتين وهي من سنة 6 إلى 19197ه» نشر فيها علمه وأسس فيها قواعد مذهبه» وخلف تلاميذ 7 ع لع إفة . ينسرون علمه وفقمهة وعلى رأسهم أحمد بن حنبا * 3 وإبراهيم بن خالد اليمان (أبو ثور)“» والحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني*', والحسين بن علي الكرابيسي”2» والحارث بن سريج النقال» وسليمان بن دلوو وغير هؤلاء كثير ٠.‏

.)۱۲۳( الانتقاء‎ )1١(

(۲) طبقات الشافعية للسبكي .)1١1/2(‏

(۴) الإمام صاحب المذهب» جاء عنه قوله: كل مسألة ليس عندي فيها دليل فأنا أقرل فيها بقول الشافعي» ترفي سنة ۲٤۱‏ وحضر جنازته خلق لا يحصى» وهو أشهر من أن يترجم له. ْ ١‏ 1

)٤(‏ قال عنه أحمد بن حنبل أعرفه بالسئة منق خمسين سنة وهو عندي في مسلاخ سفيان

الثوري» وهو أحد رواة القديمء توفي سنة ٠4؟1ه.‏ انظر ترجمته في تاريخ بغداد

(5/5). سير أعلام النبلاء (۷۲/۱۲) وانظر فيها مصادر ترجمته .

() كان راوياً للشافعي» وكان يحضر أحمد وأبو ثور عند الشافعي وهر الذي يتولى

القراءة» وكان إماماً في اللغة: وهو أثبت رواة القديم» قال: إني لأقرأ كتب الشافعي

وتقرأ علي منذ خمسين سنة» توفي في رمضان سنة +15هء انظر ترجمته في سير

أعلام النبلاء (557/15).'

(5) كان أولاً على مذهب أهل الرأي» ثم تفقه بالشافعي» له تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه توفي سنة 548 وقيل ۰۲٤۸‏ انظر مصادر ترجمته في السير (099/17.

هر الذي حمل كتاب الرسالة إلى عبدالرحمن بن مهديء روى عن الشافعي

وسقيان بن عيينة وحماد بن سلمة وغيرهمء توفي سنة 575.

03200

- روى عن الشافعي وغیره» وروی عه أحمد بن حنبل وغيره » وهو من ولد عبدالله بن‎ (A)

7 النظر نيما علق الشافعي القول به على صحة الخبر ثم قفل عائداً إلى مكةء ولم تطل إقامته في مكة فعاد إلى بغداد ۹۸٠ه.‏ وتسعين ومائة فأقام عندنا سنتين» ثم خرج إلى مكةء ثم قدم علينا سنة تمان وتسعين فأقام شهراً ثم خرج إلى مصر)”". وأما إقامته هذه المرة في بغداد فلم تكن طويلة قيل: إنها شهراء وقيل: شهرين» وقيل: ثمانية أشهر” . والله أعلم .

رحلته إلى مصر: قدم الشافعي إلى مصر سنة لهس وقيل سلة ٠ه‏ من بغداد وقيل من مكة.

عن حرملة : «قال: قدم علينا الشافعى سسنة تسح وتسعين وماثة» ومات سيئة أربع ومائتين عندنا بمصر ه77 ,

وعن الربيع بن سليمان: «قال: قدم الشافعى محمد بن إدريس

المطلبى مصر سنه مائتين » وابتدأ فى هذا الكتاب » ومات سنه أربع ومائتينء f 58‏ ل م وسئه خمس أو أربع وخمسون» 1

عباس رضي الله عنهماء قال الشافعي: ما رأيت آعقل من رجلين بالعراق أحمد بن حتبل وسليمان بن داود» توفي سنة ۳۱۹ھ وقيل ۲۲۰ھ انظر ترجمته في تاريخ بغداد (۹/). طبقات الشافعية (19/9).

.)۱۳۳( ترالي التأسيس‎ )١(

وهذا خلاف ما ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه (/04) أن الشافعي قدم بغداد مرتین .

في تاريخ دمشق (۱١/۴۷۳)_في‏ رواية الزعفراني (شهراً) وفي تهذيب الكمال وغيره أشهراً والله أعلم.

(۴) مناقب الشافعي للبيهقي .)٠٠١/١(‏ توالي التأسيس .)١85(‏

9) المصدر السايق. 00 ١‏ 1

زفق

المبحث الثالث: رحلاتة في طلب العلم 2 ٠‏

أ

وجمع بينهما النوري فقال: «فلعله قدم في اخر سنة تسع وتسعين '

جمعاً ؛ بين الروایتین». ا

ونزل على أخواله الأزدء قال ياسين ین عبدالواحد: «لما قدم علا

الشافعى مصر أتاه جدی وأنا معه فسأله أن ينزل عليه فأبى وقال: إلى أريد ا

ر 2 ك 1

أن أنزل على أخوالي الأزدء فتزل عليهم». |

قال البيهقي : «قصد به متابعة السنة فيما فعل النبي ول حين قدم المدينة من النزول على أخواله.

وكان السائد في مصر مذهب الإمام مالك» فما زال الشافعي يدرس بها وينشر أصوله وآراءه وفقهه مستدلا بالكتاب والسنة فافتتن الناس بقوله

| وتابعوه .

أخرج الحاكم من طريق الربيع بن سليمان: «لزمت الشافعي قبل أن يدخل مصر ٠»‏ وكانت له جارية سوداء فكان يعمل الباب من العلم ثم يقول, يا جارية قومي فأسرجي» فتسرج له فيكتب ما يحتاج إليه ثم يطفئ السراج . فدام